"العمل من أجل الآخرين"
18 يوليو/تموز/ برمهات 2023م
في مثل هذا اليوم من عام 1918م في منطقة مفيزو، بدولة جنوب أفريقيا ولد الزعيم الأفريقي الراحل #نيلسون_مانديلا، وفي 10 نوفمبر 2009م أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 18 يوليو/تموز/ برمهات يوما عالميا لنيلسون مانديلا تقديرا وعرفانا لإسهاماته في الكفاح من أجل الديمقراطية والترويج لثقافة السلام والحرية وحقوق الإنسان ومناهضة التمييز العنصري، فقد قضى مانديلا جل حياته في خدمة هذه المعاني، ودفع في سبيلها أثمانا باهظة من محاكمات ومطاردات واعتقالات امتدت سنين عددا قبل أن يصبح أول رئيس منتخب ديمقراطيا لدولة جنوب أفريقيا الحرة في 1994م.
إن سيرة هذا الإنسان العظيم حافلة بالعبر والدروس، غير أن أعظم ما فيها قيمة التصالح والتسامح التي ضرب فيها مانديلا أعظم الأمثال، لقد قرر مانديلا أن يعمل للمستقبل، فتسامى عن الأحقاد والضغائن وجنح نحو المصالحة من أجل مستقبل بلاده ومستقبل الإنسانية التي استلهمت منه هذا الدرس فاستحق بجدارة مكانة علية في سفر التاريخ الإنساني، وقد عمل خلال فترة حكمه كرئيس لدولة جنوب أفريقيا على تحقيق المصالحة الوطنية وتحقيق الوفاق بين المجموعات العرقية المختلفة، كما عمل في إرساء دعامات حقوق الإنسان والمساواة وعدم التمييز ونبذ العنصرية، وكان منحازا للمستضعفين ومناديا بحقوق النساء والأطفال كما عمل لأجل تحسين أحوال الفقراء والمجتمعات الأقل تطورا.
#معهد_جنيف_لحقوق_الإنسان ينظر لنيلسون مانديلا باعتباره رمزاً من رموز حقوق الإنسان التي ظل المعهد ينشد تحقيقها عبر كافة الأصعدة والمنابر. ورسالته من خلال هذا الاحتفاء أن تتفق الإنسانية على رفض كل أشكال التمييز العنصري القائم على لون أو جنس أو عمر، كما يحثّ الدول التي ما زالت تمارس التمييز العنصري بأغلفة مستحدثة، بأنّ الإنسان يشترك في الحقوق والواجبات والمسؤوليات، فاضطهاد أيّ فرد من أفراد المجتمع الإنساني تحت أيّ لافتة أو مسمّى يغرس سمّاً في قلب المضطهد ويجعل منه وحشاً مفترساً ممتلئاً حقداً وكراهية لمن اضطهده، الأمر الذي يولّد العنف والتوترات والصراعات بين مكونات الإنسانية، عليه لابدّ من العمل معاً لتحقيق العدالة الإنسانية المبرأة من التّفرقة العنصرية واضطهاد كرامة الإنسان حتى يصير العالم وحدة متكاملة لا متقاطعة، ممّا يحقّق الأمن والسلم الاجتماعي الذي يعزّز من ًإمكانية الاستقرار والتنمية المستدامة.
معهد جنيف لحقوق الإنسان إذ نحتفي بهذا اليوم، يترحم على روح الزعيم الملهم ونجد العزاء كله في سيرته العظيمة وفي الاقتداء بنهجه وفي استلهام العبر من حياته، ونؤكد أن القيم التي عمل لها مانديلا ستبقى ما بقيت الإنسانية، وستبقى سيرته نبراسا لكل دعاة الحق والخير في هذا العالم.
Comentários