8 آذار/مارس 2023
في مثل هذا اليوم من كل عام يقف العالم ليحي المرأة ... نصفه الذي ما يزال يبحث عن حقوقه في المساواة وعدم التمييز واللاعنف والكرامة الإنسانية! فعلى الرغم من كل الإنجازات التي شهدتها مسيرة المرأة، لا تزال الإحصاءات والبيانات تحدث بأن النساء هن الأكثر عرضة للعنف والتمييز واللامساواة، وأنهن الأوفر حظا من الفقر والأمية، والأقل نصيبا من التنمية والمشاركة في الحياة العامة، وأنهن الأكثر تأثرا بالحروب والنزاعات المسلحة، وأن حقوقهن السياسية والمدنية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية هي الأكثر انتهاكا، مما ينبئ بأن الطريق أمام استيفاء المرأة لحقوقها الإنسانية لا يزال طويلا، غير أنه ليس مستحيلا!
شعار الإحتفال باليوم العالمي للمرأة لهذا العام جاء تحت عنوان "إشراك الجميع رقميا: الإبتكار والتقنية لتحقيق المساواة بين الجنسين"، حيث يوفر العصر الرقمي فرصا جديدة وغير مسبوقة لتحسين حياة النساء والفتيات بجميع أنحاء العالم منها على سبيل المثال المشاركة في الدورات التدريبية، أو الاتصال بالأهل أو بالأصدقاء، أو إجراء المعاملات البنكية، أو حجز المواعيد الطبية كل هذه الأشياء أصبحت حاليًا تمر بعملية رقمية.
إلا أنه وفي نفس الوقت تشير إحصائيات الأمم المتحدة إلي أن 37٪ من النساء في العالم لا يستخدمن الإنترنت من بينهم 3 مليار مرأة وفتاة في الدول النامية، وعدد المستخدمات للإنترنت يقل بـ259 مليون امرأة عن عدد الرجال. ويكشف الاحتفال باليوم العالمي تأثير الفجوة الرقمية بين الجنسين على توسيع أوجه التفاوت الاقتصادية والاجتماعية، كما يسلط الضوء على أهمية حماية حقوق النساء والفتيات في المساحات الرقمية، والتصدي للعنف القائم على النوع الاجتماعي عبر الإنترنت، وتيسير تقنية المعلومات والاتصالات.
إننا في معهد جنيف لحقوق الإنسان إذ نحتفي بهذه المناسبة العظيمة نؤكد أن العمل من أجل تمتع المرأة بكافة حقوقها يتطلب تضامنا دوليا، كما يتطلب إقامة شراكات ذكية يتكامل فيها دور الدراما والإعلام، والمناهج التعليمية والتربوية، والاستراتيجيات الثقافية، والتشريعات الوطنية والدولية، والسياسيات الاجتماعية والاقتصادية، كما يتطلب تضافر كافة الجهود خاصة من قبل المشرعين والسياسيين وأهل الدين والثقافة والرياضة والفنون بمختلف ضروبها من أجل تعزيز حقوق المرأة ودسرتها، ومن أجل تغيير الصور النمطية عنها وتحقيق مساواتها الكاملة بالرجل وذلك بالاعتراف التام بأدوارها وتثمينها ليس فقط من أجلها بل من أجل تقدم ونمو الإنسانية جمعاء.
إننا في معهد جنيف نهنئ أنفسنا والعالم كله بهذا اليوم ونؤكد التزامنا الجاد تجاه قضايا المرأة وتعزيز حقوقها الإنسانية، ونحيي كل نساء العالم اللائي يعملن ويجهدن من أجل أسرهن ومجتمعهن دون كل أو ملل غير عابئات بحلكة الظروف وصعوبة المقادير.
ونتمنى أن يعود العام القادم ليجد واقع النساء أفضل وحقوقهن أكبر حماية وضمانا.
Comentários