top of page
GIHR

اليوم العالمي للاعنف



نفي العنف دعوة صريحة للسلام، والسلام أنشودة الحياة المستقرة ففي الثاني من تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام تحيي شعوب العالم اليوم العالمي للا عنف في مشهد تتداعى له الشعوب من كل حدب وصوب.


ولا يخفى ما يحدث الآن من عنف وبطش في كثير من بلدان العالم لا سيما في دول العالم الثالث التي أنهكتها الحروب وأقعدتها النزاعات بمختلف أنواعها، عنصرية كانت أم دينية أو ما في شاكلتها وربما استخدمت الأسلحة الفتاكة ومختلف أنواع التعذيب أثناء النزاعات والصراعات، والمعروف أن النساء وكبار السن والأطفال هم أكثر الضحايا مما شكل شعورا عاما ضد انتهاكات حقوق النساء والأطفال والمسنين،



والاحتفال باليوم العالمي للا عنف وإن كان مرتبطا بذكرى عيد ميلاد المهاتما غاندي- زعيم حركة استقلال الهند ومؤسس مبادئ اللاعنف ودوره في رفع راية السلم، إلا أنه يعتبر نداء عالميا تتحد فيه مشاعر بني الإنسان، ففي تحقيقه استقرار وتنمية مستدامة.


إن في الاحتفال باليوم العالمي للا عنف دعوة لكل الدول والشعوب أن تمجد الأمن والسلم، وترفض القهر والعنف أيا كان، لفظيا أو بدنيا. كما أن فيه دعوة لتوحيد المشاعر الإنسانية برفع شارات السلام ونبذ العنف بأي أسلوب من أساليب التوعية للجمهور حبذا لو كان بالوسائل سريعة الوصول للجمهور كالدراما والفنون التشكيلية وغيرها لتجسيد العنف بأقبح صوره، ليستنكره الناس، ويتحاشونه في حياتهم وفي علاقاتهم مع الآخرين. وفي الاحتفال باليوم العالمي للا عنف لابد أن تبرز كل أنواع العنف وتتضح للجميع، ففي زواج القاصرات عنف وقهر، وفي إساءة المعاملة مع كبار السن عنف ، وفي استبداد الحكام والأنظمة الديكتاتورية عنف، وفي فرض العمل الشاق على الأطفال كذلك عنف، إذن العنف كثير الأشكال ولكن نتيجته واحدة هي الإهانة لكرامة الإنسان. عليه يجب أن تتضافر الجهود لإيقاف تمدده وتتضييق انتشاره وتحجيم ممارسيه.


معهد جنيف لحقوق الإنسان وهو يشارك في الاحتفال باليوم العالمي للا عنف، يحيي ذكرى المهاتما غاندي الذي يعد واحدا ممن بذر بذرة السلام وعمل على تحقيقه. ومن منصة الاحتفال باليوم العالمي للا عنف يدعو معهد جنيف لحقوق الإنسان مختلف الدول والشعوب أن تجعل نبذ العنف نصب أعينها، وتبذل في سبيل ذلك كل الجهود من أجل تحقيق المحبة والتآلف بين الشعوب، والمعهد إذ يحتفي بهذه المناسبة يناشد الدول المنضوية تحت لواء الأسرة الدولية وتحترم إتفاقياتها وبروتوكولاتها وتشريعاتها الوطنية أن تطبق إجراءات قانونية صارمة تجاه من يمارسون العنف بأي شكل كان، ولا ضير في أن تتبع وسائل عملية كمنع حمل الأسلحة حتى الصغيرة، ومنع استخدام الأطفال في الأعمال الشاقة وغير ذلك. ومعهد جنيف إذ يحتفل بهذا اليوم تنقصه السعادة وهو يسمع ويرى ما يدور في بعض دول العالم وما يحدث فيها من عنف وزلازل وقعقعة سلاح، عليه يطالب معهد جنيف لحقوق الإنسان بأن تترك هذه الوسائل العنيفة ويعود المتنازعون إلى رشدهم لتعود الحياة إلى طبيعتها، فالعنف إن طال دمر والسلم إن طال عمر. فالمعهد يطالب بتفعيل العهود الدولية والمواثيق الإنسانية، ويؤكد على ضرورة عدم السماح لأي مرتكب للعنف بالإفلات من العقوبة حتى يحل الأمن ويسود الاستقرار وتتحقق التنمية المستدامة.


نختم بمقولة لغاندي: "اللاعنف سلاح الأقوياء".

Comments


bottom of page