بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن والاه.
سعادة سفيرة جمهورية جنوب أفريقيا بالسودان
سعادة السفير خالد فرح المدير العام لإدارة الشؤون الأفريقية بوزارة الخارجية
السيدات والسادة الحضور الكريم بمختلف مقاماتكم السامقة وصفاتكم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نحييكم في هذا الصباح الأغر ونحن نتنسم عبق ذكرى عطرة لقامة من القامات الإنسانية التي لا تخطئها
العين، نشأت وترعرعت في القارة الأفريقية ولكنها تجاوزت الحدود الجغرافية مكاناً وزماناً وسارت بها
الركبان في كل حدب وصوب وملأت الآفاق.
إننا في ذكرى الزعيم الأفريقي الخالد نيلسون مانديلا؛ البطل الشعبيّ الذي كان ومازال موضوع حديث
الناس . فاحتفالنا باليوم الدولي لنيلسون مانديلا يجيء في إطار الاعتراف بالإسهامات التي قدّمها مانديلا
للإنسانية والمتمثلة في حل النزاعات، والعلاقات العرقية، وتعزيز حقوق الإنسان وحمايتها، والمصالحة
والمساواة بين الجنسين، وحقوق الأطفال، وسائر الفئات المستضعفة، وتحسين أحوال الفقراء وما إلى
ذلك عبر نضالات استمرت عقوداً من الزمان دون أن يكلّ أو يملّ بل وهب حياته للقضية الإنسانية التي
آمن بها ومنحها عمره ثمناً لتحقيقها وقد عرف عنه مقاومة الفصل العنصري الذي كان يمارس في
بلاده، واعترافا من الأسرة الدولية بالدور الكبير للزعيم الراحل اصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة
قرارها رقم A/Res/64/13 بتاريخ ١٠ نوفمبر ٢٠٠٩م باعتبار الثامن عشر من تموز/يوليو يوم ميلاد
نيلسون مانديلا من كل عام يوماً دولياً لنيلسون مانديلا.
السيدات والسادة،،،
لابد من وقفة تذكيرية بأهم تفاصيل حياة مانديلا فنيلسون مانديلا منذ نعومة أظفاره ظل رافضاً لانتهاك
حقوق الإنسان، وتعرّض بسبب ذلك الرفض للاعتقال والسجن معظم فترة حياته، علماً بأنه كرّس جلّ
وقته وجهده لاسترداد كرامة شعبه التي افتقدها فترة طويلة من الزمان، وصار مانديلا أنشودة الشعوب
المقهورة في بقاع الأرض تستلهم منه العزيمة والشموخ وإباء الضيم إلى يومنا هذا، علما بأنه أوّل رجل
قومي ورئيس من العنصر الأفريقي لجنوب أفريقيا وذلك في الفترة من العام 1994 إلى العام 199 وقد
أثمرت مفاوضاته في بداية التسعينيات برفقة رئيس جنوب أفريقيا فريديريك ويليم دي كليرك، إنهاء
نظام التمييز العنصري في البلاد الذي طال أمده، بالانتقال السلمي إلى حكم الأغلبية، مما أهّلهما لنيل
جائزة نوبل للسلام عام 1993 كخير ختام لحياته المليئة بالبذل والعطاء.
إننا إذ نحتفي بذكرى نيلسون مانديلا في السودان حري بنا أن نذكر زيارته للسودان في العام ١٩٦٢م
رافقه فيها اوليفر تامبو نائب رئيس حزب المؤتمر الوطني الافريقي وقد منحته حكومة السودان آنذاك
الجواز السوداني تقديرا وتكريما لنضاله وكفاحه من أجل ترسيخ قيم المساواة وإرساء العدالة الانتقالية
كتجربة جديدة في جنوب أفريقيا أينعت طي صفحة الماضي بآلامه واستشراف مستقبل مشرق بآماله
تحكمه الديمقراطية وتزينه قيم المساواة والعدل.
السيدات والسادة،،،
إنّ في الاحتفال باليوم العالمي لنيلسون مانديلا تحفيزاً للمناضلين الشرفاء الذين يضحّون من أجل ردّ
الظلم عن شعوبهم ولا يعبؤون بما يلاقون في سبيل إرساء القيم النبيلة.
ونحن في معهد جنيف لحقوق الإنسان ننظر لنيلسون مانديلا باعتباره رمزاً من رموز حقوق الإنسان
التي ظل المعهد ينشد تحقيقها عبر كافة الأصعدة والمنابر. ودعوتنا لكل الشعوب والدول من خلال هذا
الاحتفاء، من أجل التواثق على رفض كل أشكال التمييز العنصري القائم على أساس اللون أو الجنس أو
العرق أو الدين، أو الاتجاه السياسي.
فاضطهاد أيّ فرد من أفراد المجتمع الإنساني تحت أيّ لافتة أو مسمّى يولّد العنف والتوترات
والصراعات بين مكونات الإنسانية، عليه لابدّ من العمل معاً لتحقيق العدالة الإنسانية المبرأة من التّفرقة
العنصرية واضطهاد كرامة الإنسان حتى يصير العالم وحدة متكاملة لا متقاطعة، ممّا يحقّق الأمن والسلم
الاجتماعي الذي يعزّز من إمكانية الاستقرار والتنمية المستدامة.
وباحتفائنا بهذا اليوم فإننا نكرم الذين قاتلوا وما زالوا يكافحون من أجل الحرية والكرامة وحقوق الإنسان
خاصة في المجتمعات التي تضعفها التوترات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والمناخية.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
Comments